الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الدوائر المفرغة؟!

منذ 25 يناير وكان تصورى وتساؤلي وأملي في نفس الوقت أن يقوم الثوار بالحكم لكن هذا لم يحدث حتى الآن؟! وظل الثوار في التحرير وإن تركوه وظل المسئولين في مناصبهم وظلت دائرة الخلاف تتسع فالسادة العاملين في الحكومة ومن ورائهم أو فوقهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة (مع كل الاحترام والتقدير) أناس قد بلغوا السبعين أن لم يصل بعدهم بعد وليس هذا عيباً لكن إذا أضفنا إليه عملهم السابق مع عقلية العاملين مع النظام الذي تخاصم معه الثوار وأضفنا إلى ذلك محاولتهم المستمرة للاستقرار بمفهوم الرئيس السابق مبارك نجد أن هذا يجعل حجم الهوة بينهم وبين الثوار كبيرة بل واسعة للغاية ولاشئ يؤدي الآن إلى لضمها أو حتى سرفلتها أو حتى محاولة ترقيعها أو حتى تضميدها فلا شئ من هذا نافع أبداً في معالجة هذه الهوة أبداً ولن يؤدي أبداً إلى الاستقرار كما يريده المجلس ولا الاستقرار الذي يريده الثوار فهناك فرق كبير بين نوعين مختلفين للغاية من الاستقرار، فالاستقرار الذي يريده المجلس العسكري أن يعود الناس إلى بيوتهم بأقل قدر من التضحيات لارضائهم وفي نفس الوقت يضمن محاكمة عادلة لرموز النظام السابق وعلاقات مصر تستمر بدول العالم على ما هي عليه لكن ما يريده الثوار من استقرار أن يحق الحق لكل مواطن فيأخذ حقه ويحفظ كرامته وانسانيته ولا يظن أي أنسان أنه يمن عليه بحقه، وأن توزع الثروة بطريقة عادلة في مصر وأن تكون علاقات مصر الخارجية في منفعة ومصلحة مصر في النهاية وبالتالي فنحن بصدد أهداف مختلفة للغاية وبعيدة عن بعضها بعد الشمس عن بلوتو وبعد الأرض عن السماء ولا سبيل بأي حال من الأحوال لمساواة أهداف كقمة السماء بأهداف قائمة على فكرة كُل وأشكر، فأن لم يتفق الفريقان حتماً بينهم على تلك الأهداف فسيظل الدكتور عصام شرف في تغيير حكومته ويظل الثوار والمتظاهرين في التحرير في دائرة لن تنتهي أبداً يجب أن يكون هناك اتفاق بين هذان الفريقان لنصل لحالة الاستقرار التي يوافق عليها الفريقان وننتهي من هذه الوقفة الطويلة التي لا عائد منها إلا تضييع الوقت. والحقيقة أني مع كلا الفريقان فلي حقوق أريد أن آخذها ولا أريد المذلة لأحد وكذا أريد لمصر أن تكون دولة محترمة بين دول العالم لها كلمة مسموعة وأملي أن يتفق الفريقان وأجد أن ذلك يزداد صعوبة مع الأيام للأسف.