الأحد، 17 أبريل 2011

تليفزيون بلدنا

طوال اليوم كنت محملة بما سمعته في اليوم السابق عن الثوار شباب عن التحرير عن الحياة في مصر آسفة جداً لأنى لم يكن بإمكاني  المشاركة لكوني في الإمارات آسفة على ذلك وهذا هو الشعور الذي سيطر على طوال الأيام السابقة. اليوم عدت إلى منزلي لأجد ابنتي كالعادة قد قررت اللعب مع بنت الجيران متناسية مذاكراتها فما عليها إلى أن تتصل بي لتؤكد وتطلب اللعب وقد تركتها لتلعب كنوع من الترفيه عنها بعد مذاكرة طويلة واستعدادها لامتحان السميستر، عدت للمنزل إلى صديق المفضل الذي يفضي إلى بكل شئ بلا خجل أو تردد "التلفاز" أعود لأجد أن التليفزيون المصري قرر أخيراً أن يكون واقعياً حقيقاً ومتواصل مع المصريين الحقيقيين وليسوا الموجهين ولا المعلبين وجدت أحد المذيعين والحقيقة أن ما قرأته على وجهه كان تعبيراً غريباً جداً فهو لايستطيع الرد أو المناقشة ولكن لم يكن يستطيع ايضاً منع عماد الثائر من الكلام أخيراً شعرت أن لي ولغيري من البسطاء والعامة الحق في الدخول والحديث في تليفزيون بلدنا في السابق كان الحديث للرؤساء وضيوفهم وكان على أبي وأمي وأخوالي وأعمامي كل من نعرفهم أن يدفعوا مرتبات هؤلاء، تكلم عماد وناقش تكلم وعبر عن رأيه عن خوفه عن ألمه عن رغبته وتمسكه بالحرية ناقش وكان المذيع يستمع ويستمع والحقيقة أني قدرت حال المذيع وبصراحة صُعب عليا؟! فالرجل لم يعرف ماذا بفعل في مثل هذه الحالات فقد درب وغيره طوال سنوات أن من يعادي الحكومة والوزراء أما أخوان أو مؤامرة خارجية أو عملاء وخونة بدا على وجهه أن الكثيرين لم يستوعبوا الحدث وما حدث في مصر الكثير منذ 25 يناير فقد تغير كل شئ فالشباب بحرصهم على التعبير عن رأيهم وتمسكهم بعدم العنف واحترام القانون وضعوا الجميع في مأزق وضعوهم حيث لم يجدوا لهم من سبيل إلى الاعتراف بآدميتهم وإنسانيتهم وحقهم في التعبير، حقهم في المحبة والنجاح والتطوير حقيهم في الإبداع. ولذا كان المذيع في حيرة شديدة كما بدا على وجهه بين ما درب عليه وما يحدث من حوله كان الاصل أنني أصل أما بالمداهنة/ المؤامرة/ الرشوة والمداهنة كانت دائماً اختيار ولاد الناس المتدينين فهذا أضعف الايمان فوجد امامه شباب يستطيع أن يصل إلى مبتغاه دون ذلك جميعاً فقط سقط من الجميع فرضية المواجهة الشريفة كاختيار أيضاً كي يصل الناس إلى مبتغاهم لم يفهم المذيع كما لم يفهم الجميع ووصل الشباب وتعيش مصر أرض الوصول إلى كل القمم دون رياء أو مداهنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق