الخميس، 28 أبريل 2011

أم الخير !!!!!

كانت أم الخير سيدة فقيرة وبسيطة ومكشوف عنها الحجاب يقولون أن بينها وبين ربنا عمار، وكانت تمشي دائماً في طرقات المدينة بدون هدف لرؤية الناس ووجهوهم وذات يوم خرج الكبير من بيتهم يتريض رياضية الصباح وإذا به على ناصية أحدى الشوارع يصطدم بأم الخير فوقعت فلما أقامها على قدميها اعتذر منها وشد على ايدها وطلب منها الدعاء وهي مستندة على ذراعه فأمسكت أم الخير بكفه وقالت اتعرف انك سوف تموت في خلال عامين وانك تنوى تعيين ابنك مكانك على رأس شركتك فلا تفعل فهو ليس أهلاً لذلك وسوف يذل الناس ويؤذيهم وستكون النتيجة خسارة كل شئ فإذا أردت أن تتم ما بدأت عليك ان تتركها لله ليقرر من يحكمها!!!!! فعاد الكبير إلى بيته فوجد سيدة البيت في استقباله على طاولة الأفطار فجلس وأخذت تعد له فنجان الشاي فيسمع صوت الشاي وهو يصل الى الفنجان ولكن عقله وفكره كان يدور في حديث السيدة أم الخير وتحذيرها له، ونظر إلى سيدة الدار فكيف عليه أن يخبرها أن ولدها لا يصلح بعدما دقعت به إلى مقدمة السيطرة على كل مجموعته وكيف عليه ان يواجه الضغط الهائل الذي سوف يواجهوه من رجاله والذين عرض عليهم كثيراً انه يجب ان يستريح ولكنهم رفضوا ماذا إذا عليه أن يفعل؟؟؟؟؟ قال لسيدة الدار أن هناك عمل ضرورى في الغردقة وعليه إن يسافر فوراً وانه سوف يؤجل كل ما لديه فيما سبق فتعجبت سيدة الدار وقالت له انها تعرف ان لديه مواعيد مهمة جداً خلال هذا الأسبوع فكيف سيسافر ويترك كل ذلك فأكد لها ان ذلك لن يؤثر فسوف يبلغهم في المؤسسة ليقوموا باللازم في غيابه فوافقت على مضض.
سافر الكبير مع عدد من رجال خاصته الموثوقون إلى مكان سفره وبدأ في سؤالهم ماذا سيحدث إذا مت كيف ستدار مؤسستي بعد موتي وذهلوا جميعاً بالسؤال فلم يبدر في كلامه من قبل كلاماً عن موته ولم يستطع أخذ الجميع يتوقع ان ولده الكبير سوف يحل محله اليس كذلك؟؟؟؟؟ فنظر الجميع إلى بعضهم البعض ولم يجيبوا فقال اتيت بكم لانكم خاصتي ومعاونى فيجب ان تشيروا على اخبرني احد من اثق بهم ان ابني لايصلح لهذا العمل ولكنكم تعرفون انه وامه ومن حولهم من شخصيات ولهم رأي يرفضون هذا الأمر ولكني لا أريده!!!!! ذهل الجالسون فقطع الشك باليقين لديهم وقال لهم اريد ان تشوروا علي كيف على ان اخرج من هذا الموقف دون ان اضطر إلى طلاق زوجتي وقطع ولدي وحفاظي على مصلحة المساهمين في المؤسسة، قرروا وردوا علي غداً على أن ارتب وانفذ لهذا الأمر خلال شهر من الآن.
خرج الكبير من المكان وسط ذهول جلسائه الثلاث ولم يستطع أي منهم إلا العمل على الفكرة التي رتب لها!!!!! وأخذ يرتبون له في الأفكار يتبادلونها ويناقشون فيها يطرحون ويناقشون ويتجادلون وبين ارتفاع في الصوت وعلوه حتى رتبوا له ثلاثة بدائل للحل، فقام احدهم بطلبه من غرفته وجلس بينهم ليستمع إلى البدائل فبدأ أكبرهم قائلاً توصلنا إلى ثلاثة بدائل الأول وهو أن يقوم أحد رجالك بالخروج عليك وبأخذ السلطة عنوة فرفض الفكرة قائلاً أن هذا يؤدي إلى عدم الديمقراطية في انجاز ما اطلب وسيؤدي إلى الفوضى القاتلة فذكروا له الثاني وهو ان تدفع شركتك الام العالمية بأفراد منها يجبروك على ذلك فقال ذلك معناه ضعفي وقلة حيلتي وهو أيضاً مرفوض!!!!! فما بقي إلا الحل الثالث فقال لهم ما هو أن يقوم العمال من داخل انفسهم بالهتاف ضد وجودك كرئيس لمجلس الإدارة ويرفضوا كل ما جئت به وولدك من اصلاحات ويعتصموا اعتصاماً طويلاً تقف معه حركة الحياة في الشركة وشركات المجموعة الأخرى لفترة طويلة تجعل كل من هو شريك لك واسرتك يخافون على حياتك ويفضلون خروجك على بقائك فيقوم بعد ذلك مجلس الإدارة بالتهدئة البطيئة حتى يصلوا لإختيار الرجل المناسب دون ضغوط في مجلس الإدارة وبذا تكون حافظت على عائلتك ومجموعتك وعلاقتك بالآخرين وستبدو أمام العمال أيضاً أنك رجل ديمقراطي قد انصعت لطلبهم وتقضي ما بقي لك من أيام في أي بلد تختاره دون ازعاج أو دون فرقة لأهلك!!!!! فقرأ الرجل الفكرة جيداً وأخذ يمعن النظر بها وقال لهم ابدؤا في التنفيذ عليكم ان تختاروا شاباً من وسط العمال يكون متعلماً قوياً ناجحاً وتدفعونه دون أن يشعر حتى هو انه مدفوع لا أريد أن يعرف أحد بالأمر أو حتى أن يشم له خبر واحرقوا جميع هذه الاوراق وعودوا الآن إلى القاهرة وراجعوا في هدوء ودون جلبة كافة بيانات العاملين وأتوا لي بأسماء العمال للاختيار منها يكونوا الانبة والاكثر حماسة ونجاح واحترام بين العاملين فوراً وسافر الجلساء على أن يعودوا في اليوم التالي باسم الشاب المطلوب وتوالت الاحداث كما رسم الكبير وباءت جميع محاولات ابنه المرشح مكانه لضبط والسيطرة على ثورة العمال بالفشل ولم يستطع إلا أن ينصاع لها بالكلية وحمل حقائبه وحقائب ابيه وامه إلى المطار خارجاً وللأبد من مصر وهو وأمه لايعرفون ماذا حدث ولما حدث وكيف حدث لقد كانوا يسيطرون على كل شئ تقريباً في مجموعة الشركات فكيف حدث ما حدث وكيف جرى ما جرى؟؟؟؟؟ وستظل علامات الاستفهام مرسومة في عقولهم ليس لها اجابة إلا عند الكبير والست أم الخير، وعاشت مصر التي ضحى لها ومن أجلها ابناءها بالعزيز والغالي بالثمين والنفيس والأرواح والأب والأم والأبناء. عشت مصر عالية غالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق