الأربعاء، 18 مايو 2011

الستات ما يدخلوش في السياسة

في الأسبوع الماضي تقريباً رأيت الأستاذ وائل الابراشي وقد استضاف السيد المهندس/ عبدالحكيم عبد الناصر وكان تقريباً نصف الحوار أو أقل قليلاً يتمحور حول السيدة/ تحية عبدالناصر وكيف انها لم تتدخل ابداً في الحياة السياسية وتمنى الأستاذ وائل الابراشي ان يلتزم الرئيس القادم نموذج السيدة تحية عبدالناصر، ثم وبعدها شفت حلقة من برنامح في الميدان للأستاذ/ إبراهيم عيسى وقد استضاف السيد أحمد الجمال وقد استطرد السيد أحمد الجمال حديثه بالحكي ومقارنة بين السيدات اللائي دخلن في الحكم من خلال أزواجهم وطبعاً المقارنة كانت تصب في خانة السيدة تحية عبدالناصر والحقيقة أن الأمر استفزني وشوقني في نفس الوقت لمعرفة السيدة تحية عبدالناصر فأنا لم أولد وهي موجودة ولم أري أمامي أي مصدر من المصادر يتكلم عنها لذا قمت بالبحث حتى وجدت مذاكراتها منشورة على صفحة جريدة الشروق الالكترونية مرفق ببعض الافلام الوثائقية التي تم تسجيلها لها والحقيقة أني تذكرت كلام أمي عنها وأنا صغيرة وأمي أبداً لم تري فيها سيدة أنيقة أو جميلة أو حتى سيدة مجتمع وأمي عاشت في فترة الملوك والأمراء والبشوات والبهوات واختلطت بهم بحكم مكانة اجدادها في هذا الوقت وبنت رأيها على هذه الخبرة، والحقيقة أني رأيت هذه الأفلام الوثاقية وفي خلفية دماغي هذه الصورة التي حكت عنها أمي ولم أجد أبداً في السيدة هذه الصفات فقد كانت ترتدي ما يتناسب كثيراً مع المناسبة وكانت حريصة جداً أمام الكاميرا وكانت ملامحها مصرية فلم تكن بالجميلة اللافتة ولا بالقبيحة المنفرة بل مصرية، سيدة مصرية وفقط وفي هذه الأفلام قامت بالسفر مع الرئيس واستُقبلت من الرؤساء والملوك واستَقبلت وزوجها بعد ذلك الرؤساء والملوك فلا أعرف على أي أساس بنى السيد وائل الابراشي وضيف الاستاذ ابراهيم عيسى هذا الوهم الكبير بأن هذه السيدة أبداً لم تشارك فهناك فرق كبير أن السيدة قد احترمت حق زوجها أنه عايز يتنادى بين الناس على أنه "سيادة الريس" وبين أنها ألغت نفسها من أجله فمافيش حد بيلغي نفسه عشان حد حتى لو كانت السيدة تحية، ودليلي على ذلك التسجيل الذي قام به الاستاذ عمرو الليثي في برنامج "اختراق" مع السيدة/ منى عبدالناصر والتي المحت فيه على أن السيدة تحية كانت قادرة دائماً على انفاذ رأيها في أمور حياة هذا الرجل وعائلته متى شاءت ذلك حتى ولو من خلال آخريين، فمن أين للرجال هذه الرفاهية الفكرية أو السطوة الجنسية العنيفة بظنهم أن لهم الحق في كبت آراء ومشاعر الآخريين تحت أقدام أنانيتهم وحقدهم الذي لايرحم منهم حتى بعضهم بعضاً وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي قال "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" مين قال أن من حق أي أنسان يلغي أنسان آخر مهما كان اسمه أو حجمه أو شكله لماذا ولما ومتى وأين ومن أين لهم بهذه السطوة، هم يقولون أن الحال أثناء حياة عبدالناصر كان افضل لعدم تدخل السيدة تحية في شؤون السياسة فأرجو منهم قراءة رواية "الكرنك" للأديب العالمي نجيب محفوظ وعليهم أن يتذكروا أيضاً نكسة 67 والكبت المستمر والعلاقات السيئة لنا مع عدد كبير من الدول، في حين عندما جاء السادات رحمه الله تغير الوضع لكنكم لاتستطيعون التنازل عن رفاهيتكم الفكرية وسطوتكم الجنسية وتريدون إبادة جنس كامل ليخدمكم، يذكرني هذا الوضع بالوضع أيام اليهود عندما كان الرجال يمنعون النساء من أكل اللحم الجيد ولايسمحوا لهم إلا بأكل الميتة أو أكل اللحم على جنبات عظام الحيوان هل هذا ما يريدون، لماذا تضعون على اكتافنا فشلكم وضعفكم وهوان أفكاركم وعدم قدرتكم على حسن التصرف عند الطلب والحاجة وتضعون على اكتافنا نحن كل ذلك ومافيش أسهل من "شورة الست "المرة" تخرب البيت ميت سنة"، هل هذا هو نوع الحياة التي تريدون انظروا ولو بنصف عين على الامريكان هم لايخرجون نسائهم على الناس من باب المفاخرة لكن من باب أن أول من يحكم الرجل نسائه فإذا كانت أمرأته جميلة قوية ولها رأي ولها كل الحب والاحترام فأن هذا الرجل قادر على حكمنا ونطمئن على أنفسنا معه وأن لم يكن فأن هذا الرجل لا يصلح فلا الرجل الغادر بالنساء مقبول لديهم ولا التارك المهمل لأولاده مقبول لديهم وهم غير مسلمين ونحن ندعى أن دين دولتنا هو الإسلام والإسلام هو دين الرحمة والانسانية فأين هذا مما يقول هؤلاء السادة واضح كده انهم عايزين يعيشونا زي نساء الشهيد بن لادن، بس نساء بن لادن اختاروا محبته وصحبته والتضحية من أجله مختارين محبين لكن ليسوا مجبرين على هذا الأمر أحسست من المناقشة أنهم بيرموا كارت ارهاب على الارض عشان الريس الجديد ميجرؤش أنه يطلع مراته على الناس ولا يدخلها في أمور الحياة بس ماحذروا منصب السيدة الأولى لم يصبح كافياً بالنسبة لنا بعد الآن، فالأمر أصبح غير محتمل احنا من أيام محمد علي واحنا متحملنهم رؤساء وملوك وخدوية عسى الله ينفخ في صورتهم بس خلاص هم اثبتوا بما لايدع مجال للشك فشلهم، احنا بقى مش هنكتفى بمنصب السيدة الأولى بل سنكون أن شاء الله عن قريب رؤساء لهذا البلد ولا يزعل نفسه السيد وائل الابراشي ولا يزعل نفسه السيد أحمد الجمال ويارب مصر كل يوم تثبت انها مبدعة بكل جديد، وعلى فكرة أنا لما عرفت أن الأستاذة بثينة كامل مرشحة نفسها ضحكت ولكن الآن أن لم نقف لأنفسنا فسنجد من يؤكد أن ليس لنا الحق في الطلاق من أزواجنا ولا حضانة أولادنا ويعود عصر ذل الرجال للنساء من جديد وعاشت مصر بلد الحريات والنساء الاحرار "مذكر" الذين أقروا في إرجاء مصر العدل والحرية منذ آلاف السنين وشاركوا رجالهم في الحكم والسلطة والمال ومعابد الفراعنة خير شاهد على ذلك وختاماً أقول من أحب الناس اليك يا رسول الله قال "عائشة" قالها في المسجد على الملأ من جيشه وكامل رجال المدينة المنورة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وصحبه وآله وسلم. وعلى فكرة كان يشورها في كل شئ حتى قبل سيدنا أبو بكر أبيها. ورضى الله عنها حين قالت غاضبة "شبهتمونا بالكلاب"، احنا فين هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق